متى يمكننا أن نبدأ بالتكلم مع الطفل الصغير؟ فمن الناحية الطبيعية، كلما سارعنا مبكرا بالكلام معه كلما أحس بالأمان وتعلم الكلام، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى نضجه.
فمنذ الأشهر الأولى للحمل، لا ينمي الطفل الصغير جسمه وأطرافه فحسب، لكن يتهيأ أيضا لتنمية دماغه وعاطفيته Emotivité.
ففي هذه اللحظة بالذات، إذا كان الأبوان –وخاصة الأم- يكلمان الطفل الصغير بلطافة، معبرين ذهنيا عن كلمات النجاح والصحة والسعادة والفرحة والغبطة والتفاؤل، فإن هذه الأفكار ستؤثر على تكوين اللاشعور Subconscient لدى الطفل تأثيرا أكبر مما نتصور.
فمن الشائع أن بعض الحوادث التي تتعرض لها المرأة الحامل يمكنها في الغالب أن تؤثر لا على الحالة الفيزيائية فحسب، بل على الحالية النفسية المنتظرة أيضا Moral. فإذا كان ذلك صحيحا، فإن علينا أن نعتبر أيضا بأن كل فكرة أو كلام للآباء يؤثران بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حياة الطفل وهو في حضن أمه، بل أيضا خلال الأسابيع الأشهر والأعوام التي تلي ولادته.
إنه من المهم أن نخلق عند كل العائلات، وخاصة في الوسط الذي توجد فيه امرأة حامل، مناخا Climat إيجابيا وجوا ممتعا Agréable وابتهاجا Bonne humeur دائما، بطريقة تعزز الصحة الفيزيائية والعقلية والسيكولوجية للجنين. فقد يبدو ذلك جزئية من الجزئيات، لكنها جزئية هامة. وحتى إذا لم تؤمنوا بهذه الفكرة حق الإيمان، حاولوا وسترون! فتكلموا مع رضيعكم الآن، فسيجيبكم لاحقا!